أنسى أن أموت
 عبد الله البردوني  
تـمتصّني أمـواج هـذا الـليل فـي شّـره صموت
وتـعيد مـا بـدأت … وتـنوي أن تفوت ولا تفوت
فـتثير أوجـاعي وتـرّغمني عـلى وجـع السّكوت
وتـقول  لـي : متّ أيها الذاوي … فأنسى أن أموت
***
لـكنّ فـي صّـدري دجـى الموتى وأحزان البيوت
ونـشيجّ  أيـتام … بـلا مـأوى … بلا ماء وقوت
وكـآبـة الـغـيم الـشّتائي وارتـجاف الـعنكبوت
وأسـى  بـلا اسـم … واختناقات بلا اسم أو نعوت
***
مـن ذا هـنا ؟ غير ازدحام الطين يهمس أو يصوت
غير الفراغ المنحني … يذوي … يصرّ على الثّبوت
وتـعبّه  الآحـاد والأعـين الـملآى بأشلاء الكبوت
***
من  ذا هنا ؟ غير الأسامي الصفر تصرخ في جفوت
غـيـر  انـهـيار الآدمـية وارتـفاع (الـبنكنوت)
وحـدي ألـوك صدى الرياح وأرتدي عرّي الحبوت